منتديات بنات الموضة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتديات بنات الموضة

المنتدى للبنوتات يرجى عدم تسجيل الاولاد هذا المنتدى للفتاة العربية ليجعلها اكثر تطورا وفهماً ♣المديرة♣


    بعض أخطاء الصائمين والصائمات في رمضان 1-2

    أنوار بطاينة*
    أنوار بطاينة*
    مشرفة قسم المواضيع السرية للفتاة والدورة الشهرية
    مشرفة قسم المواضيع السرية للفتاة والدورة الشهرية


    عدد المساهمات : 60
    السٌّمعَة : 0
    تاريخ التسجيل : 02/09/2010
    العمر : 30

    بعض أخطاء الصائمين والصائمات في رمضان 1-2 Empty بعض أخطاء الصائمين والصائمات في رمضان 1-2

    مُساهمة من طرف أنوار بطاينة* الجمعة سبتمبر 03, 2010 12:27 pm

    أختي الفاضلة حتى تكتمل لنا درة هذا الشهر العظيم ونفوز فيه بعظيم الأجر, وجزيل الثواب هناك بعض الأخطاء تقع من بعض إخواننا الصائمين وأخواتنا الصائمات – هدانا الله وإياهم إلى سواء السبيل – أردت أن ألفت النظر إليها حتى نعمل على تجنبها, ونحذر من الوقوع فيها.
    والله أسأل أن تكون هذه الكلمات ذخراً يوم القيامة لمن كتبها وجمعها ومن ساهم في نشرها, ولمن قرأها تكون له عوناً على صحة صيامه. آمين.
    أخطاء بعض الصائمين والصائمات في رمضان
    1. من الأخطاء: يستقبل بعض المسلمين – ولأسف – شهر رمضان بالضجر والتبرم والاستياء وهمهم الوحيد متى ينتهي هذا الشهر الثقيل على أنفسهم الخبيثة؛ لأنه يحول بينهم وبين ما يشتهون من الملذات والشهوات والمحرمات, وارتكاب الفواحش والموبقات. بل ربما يلجأ أحدهم إلى إنشاء سفر للخارج بلا حاجة, ولا ضرورة, وكل ذلك من أجل أن يتحايل ويفطر, وهذا خطأ عظيم, وهذا السفر لا يجوز ولا يحل الفطر فيه.
    2. ومن الأخطاء: العظيمة كذلك يستقبل بعض المسلمين -ولأسف الشديد –شهر رمضان باللهو والطرب والرقص والغناء وآلات الطرب والمجون بدلاً من ذكر الله وشكره أن بلغهم هذا الشهر المبارك, فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يستقبل هلال شهر رمضان بقوله: ( اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله, هلال رشد وخير ).([1]).
    3. ومن الأخطاء: جهل بعض العامة – إلا من رحم الله تعالى-بفضل شهر رمضان فيستقبلونه كغيره من أشهر السنة, وهذا خطأ فقد صح عنه أنه قال: "إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة, وغلقت أبواب النار, وصفدت الشياطين"([2]) وفي رواية أخرى "وسلست الشياطين "([3]). والأحاديث في فضل رمضان كثيرة فارجع إليها إن شئت في مظانها.
    فيا عباد الله! شهر هذا فضله فاستقبلوه بما هو أهله, ويكون لسان حالنا ومقالنا:
    مرحباً أهلاً وسهلاً بالصيام ياحبيبنا زارنا في كل عام
    قد لقيناك بحب مفعم كل حب في سوى المولى حرام
    فاغفر اللهم منا ذنباً ثم زدنا من عطاياك الجسام
    لا تعاقبنا فقد عاقبنا قلق أسهرنا جنح الظلام
    4. ومن الأخطاء: عدم المبالاة – من البعض – في إحصاء عدة شهر شعبان, وإقامة بعضهم صلاة التراويح ليلة الثلاثين من شعبان, وذلك قبل ثبوت دخول رمضان, وهذا خطأ فادح فعلى المسلم أن يحصي عدة شعبان, ويتحرى دخول رمضان, وذلك إما برؤية الهلال, أو إحصاء عدة شعبان ثلاثين يوماً؛ وذلك لأن الشهر إما أن يكون تسعة وعشرين يوماً أو ثلاثين يوماً, لما ورد عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"الشهر تسع وعشرين ليلة, فلا تصوموا حتى تروه, فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين ".([4]).
    5. ومن الأخطاء: العجيبة والمخالفات الغريبة أن بعض الناس إذا بلغه أن هذه اليلة هي أول ليالي رمضان, لا يصلي صلاة التراويح! ما السبب؟! الله أعلم. وكأن القوم قد جبلوا على المخالفة والعصيان والإتيان بالغرائب والمعضلات!
    6. ومن الأخطاء: صيام بعضهم يوماً أو يومين قبل دخول شهر رمضان احتياطاً, وهذا ما يسمى عند أهل العلم ( بصيام يوم الشك ) وهذا خطأ, ومنهي عنه, لما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"لا تقدموا رمضان بصوم يوم أو يومين إلا رجلاً كان يصوم صوماً فليصمه"([5]). وصح عن عمار بن ياسر رضي الله عنهما أنه قال: "من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم "([6]).
    ولكن من كان عليه عليه قضاء من رمضان الفائت فلا حرج عليه من أن يصوم قبل رمضان بيوم أو يومين أو أكثر بل يجب عليه صيامه قبل أن يحل رمضان جديد. والله أعلم.
    7. ومن الأخطاء: التي يقع فيها بعض المسلمين الاعتماد في رؤية الهلال على ما يقوله الفلكيون, وهذا خطأ, فالواجب الاعتماد على الرؤية المجردة, وذلك بأن يشهد شاهدان مسلمان, ذوا عدل في ثبوت تلك الرؤية أو شاهد واحداً مسلماً عدلاً لقوله تعالى:{... فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ...}(البقرة من الآية (185)).
    والشهادة هنا معناها رؤية الهلال وقد تقدم بيان ذلك, ولما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم: "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته, وأنسكوا لها, فإن غم عليكم فأكملوا ثلاثين, فإن شهد شاهدان, فصوموا وأفطروا "([7]).
    8. ومن الأخطاء: كذلك اعتماد أهل بلد ما على رؤية البلاد الأخرى, وهذا خطأ, والصواب أن لكل بلد رؤيتهم, وذلك لاختلاف المطالع والمسافات التي بين البلاد, وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتمد على الرؤية وفي ذلك أحاديث كثيرة.
    9. ومن الأخطاء: غفلة بعض الناس – إلا من رحم الله تعالى – عن الدعاء عندما يعلن عن دخول شهر رمضان أو عند رؤية الهلال, وهذا خطأ فمن السُنة إذا أُعلن عن ثبوت دخول هذا الشهر أو عند رؤية الهلال أن يقول كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند رؤية الهلال: "اللهم أهله علينا باليمن والإيمان والسلامة والإسلام ربي وربك الله, هلال رشد وخير "([8]).
    وليس كما يقول بعض الجهلة من العامة عندما يرون الهلال يرفعون أيديهم ويقولن : ( هَلَّ هلالك, جل جلالك شهر مبارك ).
    10. ومن الأخطاء: كذلك أن هناك بعض الناس يستقبل شهر رمضان بفتور واضح, وإذا علم به لا يبشر من يعرف بقدوم هذا الشهر المبارك, وهذا خطأ فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يُبشر أصحابه رضي الله عنهم جميعاً بقدوم شهر رمضان, فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاكم شهر رمضان, شهر مبارك, فرض الله عز وجل عليكم صيامه, تفتح فيه أبواب السماء وتغلق فيه أبواب الجحيم, وتغل فيه مردة الشياطين, لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم ".([9]).
    11. ومن الأخطاء: أن بعض الناس لا يبيت النية مع علمه بدخول الشهر, وهذا خطأ فإذا علم الصائم بدخول شهر رمضان وجب عليه تبيت النية بالصيام لما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك قوله: "من لم يبيت الصيام من اليل فلا صيام له".([10]).
    وقوله: "من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر فلا صيام له"([11]).
    وفي رواية: "من لم يجمع الصيام قبل الفجر فلا صيام له "([12]).
    12. ومن الأخطاء: أن بعضهم يتلفظ بالنية كأن يقول مثلاً: نويت صيام غد من رمضان إيماناً واحتساباً لله تعالى "أو يقول "اللهم إني نويت أن أصوم الشهر كله أو غير ذلك من الأقوال التي لم يأتي بها دليلاً معتبراً من الشرع أو ضعيفاً أو موضوعاً! وهذا خطأ من وجهين:
    أحدهما: أنه لا يجوز التلفظ بالنية, قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
    ( والتكلم بالنية ليس واجباً بإجماع المسلمين, فعامة المسلمين إنما يصومون بالنية وصومهم صحيح ). أ. ه
    الثاني: إن الكلمات التي قالها وتلفظ بها لم يرد بها دليل من الشرع يستند إليه, فإن كان المتلفظ بها جاهلاً فهو مخطئ معذور, وإن كان عالماً حال تلفظه بها فهو مبتدع, وهذا أدهى وأمر. والله أعلم.
    13. ومن الأخطاء: ( أن من الناس من قطع صومه لحاجة داعية لذلك من سفر أو مرض أو غيرها, ثم استأنف صومه بعد ذلك في نفس الشهر فإنه يصوم بدون أن يبيت نية جديدة للأيام المقبلة من الشهر, وهذا خطأ, والصحيح – والله أعلم – أنه يحتاج إلى تجديد النية ليتميز يوم صومه من يوم فطره)([13]).
    14. ومن الأخطاء: أن هناك من يوجب القضاء على من نسي أن يبيت النية من اليل, وهذا خطأ, فإذا نسي ذلك من اليل فلا إثم عليه لقوله تعالى:{... رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا}(البقرة من الآية (286)).
    15. ومن الأخطاء: عدم إمساك بعض الناس من لم يعلم بدخول شهر رمضان كأن يكون مسافراً أو نائماً أو غير ذلك من الأسباب التي تحول بينه وبين معرفة دخول الشهر, وهذا خطأ منه, فينبغي على المسلم متى علم بدخول شهر رمضان أن يمسك بقية يومه وإن كان مفطراً, لما ورد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه, قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً ينادي في الناس يوم عاشوراء: "إن من أكل فليتم [ أي فيتم صومه ذاك اليوم ] أو فليصم ومن لم يأكل فلا يأكل"([14]).
    قلت: فإن كان هذا الأمر في صيام يوم مندوب في رمضان أولى وأوجب والله أعلم.
    16. ومن الأخطاء: اجتهاد بعض الصائمين -عفا الله عنهم – في الإكثار من أنواع العبادات مع بداية شهر رمضان, وهذا حسن ومحمود منهم, فقد كان من هديه صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان الإكثار من أنواع العبادات, وكان يخص رمضان من العبادة بما لا يخص غيره من الشهور([15]). لكن الخطأ أن هؤلاء يصابوا بالفتور في آخر رمضان يوماً بعد يوم, وذلك لأنهم شدوا على أنفسهم في أول الشهر وهو لم يعتادوا على ذلك, فالاعتدال والتوسط أولى وأفضل وخير العمل أدومه وإن قل كما صح بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة رضي الله عنها أخرجه مسلم (782).
    17. ومن الأخطاء: العظيمة أن بعض الناس – هدانا الله وإياهم – لا يصلون إلا في رمضان, أو ربما في الجمع والمناسبات, وهذا خطأ فادح؛ لأن من هذا شأنه على خطر عظيم, ويخشى عليه سوء العاقبة, فينبغي عليه أن لا يترك الصلاة في أي وقت من أوقات السنة لأن رب رمضان هو رب جميع الشهور.
    وأقول لهذا: إن من ترك الصلاة جاحداً لها فهو محكوم بكفره وردته. بإجماع المسلمين, ومن تركها تهاوناً وتكاسلاً عالماً بحكم تاركها متمادياً في غيه فهذا أيضاً كافر كفر ردة في أظهر قولي العلماء.
    والأحاديث الواردة في حكم تارك الصلاة معلومة وكثيرة فليرجع إليها من أراد الحق والنجاة غداً بين يدي الله سبحانه وتعالى.
    18. ومن الأخطاء: كذلك جهل بعض الناس بمفطرات ومفسدات الصيام, مما يقع فيه البعض خاصة مع بداية رمضان, وهذا خطأ عظيم, فمن الائق بالصائم أن يعرف قبيل رمضان مبطلات الصيام ومفسداته, حتى يتحرز من الوقوع فيها.
    19. ومن الأخطاء: العظيمة بل ومن الأخطاء الجسيمة ترك بعض الناس – هداهم الله – صيام رمضان أو يوماً من أيامه مع القدرة, متعمداً ذلك وبدون عذر شرعي, وهذا خطأ عظيم, وخطر جسيم, وفعل قبيح, وعاقبته وخيمة, فهو بذلك قد ترك ركناً من أركان الإسلام, وارتكب كبيرة من الكبائر, قال الإمام الذهبي
    – رحمه الله – ( وعند المؤمنين مقر أن من ترك صوم رمضان بلا عذر أنه شر من الزاني ومدمن الخمر, بل يشكون في إسلامه ويظنون به الزندقة والانحلال )أ.ه.([16]).
    فليحذر الذين يغلقون عليهم الأبواب ويسترون عن أعين الناس لفعل المعاصي والإفطار في رمضان, فليعلموا أن الله يراهم, ويعلم سرهم ونجواهم, وهو سبحانه لا تخفى عليه خافية, قال تعالى: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ}(الزخرف الآية (80)).
    20. ومن الأخطاء: غفلة البعض – إلا من رحم الله – عن حكم الصيام وأسراره, وهذا خطا عظيم, فلصوم معان متعددة كريمة, ومقاصد كثيرة, وغايات نبيلة, وأهداف سامية يأتي في مقدمتها إعداد النفس للتقوى, والمجاهدة, والصبر, والعبودية لله تعالى, والاستسلام والخشية له سبحانه, ومن أسرار الصوم غرس روح المراقبة لله في نفس الصائم في السر والعلن, وتقوية روح العاطفة, والرحمة, والبر, والأخوة الإيمانية, والمواساة, والشعور بالآخرين, والإحساس بهم, ومد يد العون لهم, وبالجملة نقول: إن رمضان مدرسة للتربية الحقيقة للنفس البشرية فمن غفل عن ذلك فقد خسر خسراناً مبيناً وأخطأ خطأً عظيماً.
    21. ومن الأخطاء: تجد بعض الناس – عفا الله عنا وعنهم – لا يصون صومه فتجده مرتكب للمعاصي والسيئات, واقع في المحرمات, من بذاءة السان, والظلم, والعدوان, والحقد, والحسد, والبغضاء, بل ربما خَّيل إليه الشيطان أن صومه يدفع الإثم عنه, فتراه يصوم ولا يبالي, ولا يتحاشى في صومه غيبة, أو نميمة, ولا قذف ولانظرة, ولا زور ولا بهتان, ولا فضول كلمة, ولا غير ذلك من المحرمات, وهذا كله من جهله وسفهه وتلبيس إبليس عليه, قال رسول الله صلى الله عليه وسلم, "من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه". ([17]).
    22. ومن الأخطاء: تجد من يفتي الناس بغير علم , ولا هدى, ولا بصيرة, فهو لا يدري عن شيء من أحكام الصيام, أو شروطه, أو مفسداته, أو غير ذلك مما يتعلق بالصيام, ومع ذلك تجده يُخطئ هذا, ويُصَوب ذاك, ويستنكر على هذا, وهو بذلك قد ضل وأضل وضر وأضر وهذا خطأ عظيم.
    فالواجب على المسلم أن يتقي الله ولا يفتي بغير علم؛ لأنه بذلك بعرض نفسه بأن يتحمل أوزار من أفتاهم بجهله وبغير علم, وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من الفتيا فقال "أسرعكم إلى النار أجرأكم على الفتيا "([18]).
    ولله در من قال:
    ومن غدا بغير علم يعمل أعماله مردودة لا تُقبلُ
    23. ومن الأخطاء أيضاً: اعتقاد بعض الناس بأن نهار رمضان فرصة للنوم والراحة والاسترخاء والدعة, وهذا خطأ, فشهر رمضان دافع للنشاط والقوة والحيوية فهو شهر الانتصارات والجهاد والفتوحات, فلقد انتصر المسلمون على مر العصور بفضل الله في نهار رمضان في مواقع كثيرة منها: غزوة بدر الكبرى, والخندق, وفتح مكة, واليرموك, والقادسية وفتح الأندلس, وفتح البوسنة والهرسك, وعين جالوت, والنصر على اليهود في العاشر من رمضان, إلى غير ذلك من المواطن والمواقع التي أعز الله فيها الحق وأهله, وأذل فيها الشرك والكفر والإلحاد وأهله.
    24. ومن الأخطاء: تأخير بعض الصائمين صلاتي الظهر والعصر عن وقتهما لغلبة النوم, وهذا من أعظم الأخطاء قال تعالى:{فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ , الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}( الماعون 4-5)).
    قال بعض السلف: هم الذين يؤخرونها عن وقتها.
    ورد عن ابن مسعود في الصحيحين أن سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن أي الإسلام خير؟ فقال صلى الله عليه وسلم الصلاة على وقتها أو في وقتها – وفي رواية – على أول وقتها.([19]).
    25. ومن الأخطاء: أن بعض الصائمين – هدانا الله وإياهم – يرد بألفاظ نابية بذيئة غاية في الفحش وذلك إذا سبه أحد أو جهل عليه, وهذا خطأ. فالواجب على الصائم أن بحفظ لسانه أولاً فلا يسب أحد ويجهل عليه, وإن حدث وأن أحداً سابه أو شاتمه أو جهل عليه فعليه أن يحفظ لسانه ويملك نفسه ويتأدب بآداب الإسلام, ولا يجهل على من جهل عليه, بل يقول له: إني صائم إني صائم؛ لما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الصيام جنة فإن كان صوم يوم أحدكم فلا يرفث ولا يجهل, وإن امرؤ قاتله أو شاتمه فليقل:
    "إني صائم إني صائم "([20]). وفي رواية الحاكم في المستدرك (1570): ( فإن سابك أحد أو جهل عليك فقل: إني صائم إني صائم ).
    26. ومن الأخطاء: قضاء بعض الصائمين جزء كبير من نهار رمضان في القيل والقال, وإطلاق الألسنة بالغيبة, والنميمة, ولغو الحديث, وإذا تقدم إليهم أحد بالنصيحة, فأقل ما يقولون , وأهذب ما يتلفظون به لهذا الناصح: "نحن لا نفعل شيء نحن نسلي صيامنا "وهذا خطأ فالواجب على الصائم أن يحفظ صومه؛ وذلك بحفظ جوارحه, ولا سيما السان, فلا يتحدث إلا بخير وإلا فليصمت فقد ثبت عن المعصوم صلى الله عليه وسلم قوله: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت "([21]).
    27. ومن الأخطاء: تجد بعض الصائمين ضيق الصدر, سيء الخلق, كثير العن لأتفه الأسباب, وهذا خطأ, فعلى الصائم أن لا يكون لعاناً ولا فحاشاً لا في رمضان ولا في غيره, فلا يلعن أخاه المسلم, ولا أولاده, ولا أهله, حتى إن بدر منهم ما يثيره فعليه أن يضبط نفسه, ولا يلعن بحال من الأحوال, لما ورد عن ثابت بن الضحاك رضي الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من لعن مؤمناً فهو كقتله "([22]).
    28. ومن الأخطاء كذلك: تجد بعض الصائمين عنده عصبية زائدة أثناء قيادته للسيارة, علاوة على السرعة الجنونية, وذلك قبيل موعد الإفطار وهذا خطأ, فلا ينبغي من الصائم مثل هذه الأمور.
    29. ومن الأخطاء: غفلة الصائمين عن الدعاء والذكر قبيل آذان المغرب, وهذا خطأ, فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أن قال: "إن لله عند كل فطر عتقاء وذلك كل ليلة "([23]).
    30. ومن الأخطاء: عدم المبالاة من بعض الصائمين بدخول وقت الإفطار فما أن يسمع أي مؤذن ولو لم يدخل الوقت يبدأ في تناول الإفطار وهذا خطأ.
    فعلى الصائم أن يتحرى وقت الإفطار وهو بعد غروب الشمس واختفاء قرصها, ولا عبرة بالحمرة الشديدة الباقية في الأفق, فمتى غابت الشمس أفطر الصائم لقوله تعالى: {... ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى الَّيْلِ...}(البقرة من الآية (187)).
    ولقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح "إذا أقبل اليل من هاهنا وأدبر النهار من هاهنا وغربت الشمس أفطر الصائم "([24]).
    31. ومن الأخطاء: أن بعض الصائمين لا يفطر إلا بعد انتهاء المؤذن من آذانه احتياطاً, وهذا خطأ, فمتى سمع المؤذن وهو ممن يُعْرف بأمانته وحرصه على الآذان في وقته, فعلى الصائم أن يفطر بمجرد ما يسمع الآذان, ومن تأخر حتى نهاية الآذان, فقد تنطع وتقعر وتعمق وتكلف بما ليس مطالب به, وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التنطع في الدين فقال "هلك المتنطعون, هلك المتنطعون, هلك المتنطعون "([25]).
    ومنهم من لا يُفطر إلا بعد أن يصل المؤذن إلى الشهادتين وينتهي منهما, وهذا للجهل, والتقليد الأعمى, أو للإبتداع الضال, حيث لم يرد شيئاً من السنة في ذلك.
    32. ومن الأخطاء كذلك: انشغال بعض الصائمين بالإفطار عن متابعة آذان المغرب, وهذا خطأ, فإنه يُسن للصائم وغيره أن يُتابع المؤذن ويقول مثل ما يقول حتى ولو كان يتناول الإفطار فالنص عام في جميع الحالات , فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول المؤذن "([26]).
    قلت: ويكون متابعة المؤذن مع مواصلة الإفطار, وعدم الانقطاع, وذلك لعدم ورود النهي عن الأكل حال متابعة المؤذن في ترديد الآذان والله أعلم.
    33. ومن الأخطاء: أن بعض الناس – هداهم الله وإياهم – ولا يبالي أأفطر على حلال أم حرام, وهذا خطأ عظيم, فقد ورد الوعيد الشديد لمن أكل الحرام سواء في رمضان أو غيره, قال صلى الله عليه وسلم: "لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت"([27]).
    أي نبت من حرام, فعلى من ابتلي بالمال الحرام سواء بالسرقة أو الربا أو أخذ مال وهو ظالم فيه أو غير ذلك من صور المال الحرام. أن يتقي الله ويتحلل من هذا المال, وليعلم بأنه لا يقوى على حر جهنم, فجهنم حرها شديد, وقعرها بعيد, ولها مقامع من حديد نسأل الله العافية.
    34. ومن الأخطاء: أن بعض المدخنين من الصائمين ما إن يسمع الآذان حتى يأكل شيئاً يسيراً ثم يسرع إلى سيجارته ويشعلها, بل هناك من يُفْطر على هذه السيجارة الخبيثة قبل أي شيء, ولربما دخل المسجد وألقى السيجارة عند الباب وريحته الخبيثة تعصف وتفوح, وفي هذا العمل أربع أخطاء مجتمعة وهي:
    1. أنه خالف سُنة أبا القاسم صلى الله عليه وسلم بتركه الفطر على التمر أو رطب أو الماء أو أي شيء لم تصبه النهار, قال صلى الله عليه وسلم "من وجد تمراً فليفطر عليه ومن لم يجد فليفطر على الماء فإنه طهور "([28]).
    2. أنه أفطر على شيء محَّرم وهو شرب الدخان, والتحريم قال به العلماء قديماً وحديثاً([29]).
    3. أن شرب الدخان والمعدة خالية من الطعام والشراب يضر بالجسم ضراً عظيماً.
    4. أنه شرب الدخان وذهابه للمسجد فقد آذى المسلمين, وقد ورد النهي عن ذلك, ويا ويل من يصلي بجانبه – أعانه الله على تحمل هذه الرائحة -.
    ونصيحتي إلى كل مدخن: بأن يستغل شهر رمضان فهو فرصة عظيمة لترك التدخين حيث أنه معظم اليوم لا يدخن؛ وذلك لأنه صائم.
    35. ومن الأخطاء: تأخير الإفطار وهذا إما أن يكون الصائم نائماً فيؤخر إفطاره احتياطاً وغالباً هذا يكون عند البادية وهذا خطأ.
    فمن السنة أن يُعَجل الصائم إفطاره حين غروب قرص الشمس بالعين المجردة, أو عند سماعه مؤذن الحي الموثوق فيه, عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر"([30]).
    وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بكروا بالإفطار وأخروا السحور"([31]).
    36. ومن الأخطاء: إسراف بعض الصائمين واهتمامهم الزائد في إعداد الفطور وتنوع أصنافه, مما يؤدي ذلك إلى رمي كميات كبيرة من الطعام فائضة عن حاجة الصائم, وذلك بوضعها في سلات النفايا, في حين أن هناك من المسلمين لا يجد ما يسد رمقه, وربما كان هذا جار لك أو قريب, وهذا خطأ لما فيه من الإسراف والتبذير المنهي عنه, وإضاعة المال في غير موضعه, وسوف تُسأل عنه, وكذلك فيه عدم شكر النعمة كما ينبغي.
    ناهيك عن الأضرار الصحية التي تصيب الصائم نفسه من جراء هذا الطعام وصدق الله حيث يقول: {... وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ...}(الأعراف من الآية (31)).
    وصدق الرسول الكريم ونحن على ذلك من الشاهدين حيث يقول: "ما ملأ آدمي وعاءاً شراً من بطن حسب الآدمي لقيمات يقمن صلبه, فإذا غلبت الآدمي نفسه فثلث للطعام وثلث للشراب وثلث للنفس "([32]).
    37. ومن الأخطاء: غفلة البعض عن الدعاء عند الإفطار, وبعد الإفطار, وإذا أفطر الصائم عند قوم, وهذا خطأ فإنه من السُنة الدعاء في هذه الحالات الثلاث وقد ثبت بذلك الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
    38. ومن الأخطاء: أن هناك بعض الصائمين من لا يفطر إلا بعد صلاة المغرب, وهذا خطأ لمخالفة سُنة النبي صلى الله عليه وسلم, فكان من هديه صلى الله عليه وسلم أن يفطر قبل صلاة المغرب ولو على ماء فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يفطر قبل أن يصلي"([33]).
    أحبتي في الله ما زال الحديث له بقية نتناولها في مقال قادم بأن الله تعالى فإلى ذلكم الحين أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
    للمزيد ارجع إلى كتابي واحات الإيمان في ظلال شهر رمضان (2/78-101).



    --------------------------------------------------------------------------------

    [1]. أخرجه الطبراني في الكبير (13149) وابن حبان في صحيحه (888) والدارمي في سنه( 1687) وغيرهم من حديث ابن عمر والحاكم في مستدركه (7767) وغيره من حديث طلحة بن عبيد الله . قلت -خالد - والحديث له طرق كثيرة يتقوى بها إلى الحسن لغيره.
    .[2] متفق عليه أخرجه البخاري (3277) (1079) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
    .[3] أخرجه أحمد في مسنده (7781) والبيهقي في شعب الإيمان (3597) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
    .[4] أخرجه البخاري (1907).
    [5]. أخرجه مسلم (1082).
    .[6] أخرجه البخاري في صحيحه (3/34) باب قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الهلال فصوموا.
    .[7] أخرجه النسائي (2116) وأحمد (18895) عن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
    [8] . تقدم تخريجه في الخطأ الثاني.
    [9] . أخرجه النسائي (2106) وأحمد في مسنده (7148) وابن أبي شيبة في المصنف (8867) والبيهقي في شعب الإيمان (3328) وغيرهم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بإسناد صحيح رجاله رجال الشيخين.
    .[10] أخرجه النسائي (2334) والبيهقي في السن الكبرى (7698) وغيرهما من حديث حفصة رضي الله عنها.
    [11] . أخرجه النسائي (2331) والدارمي في سنه (1698) من حديث حفصة رضي الله عنها والبيهقي في السن الكبرى (7701) من حديث عائشة رضي الله عنها.
    .[12] أخرجه أبو داود (2456) والترمذي (730) والنسائي (2333) من حديث حفصة رضي الله عنها.
    .[13] فتاوى الشيخ ابن عثيمين كتاب الدعوة (1/144-145).
    .[14] أخرجه البخاري (1924).
    .[15] زاد المعاد.
    .[16] انظر كتاب الكبائر للإما الذهبي الكبيرة العاشرة.
    [17]. أخرجه البخاري (1903) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
    [18] . أخرجه الدارمي في مسنده (157) من حديث عبيد الله بن أبي جعفر, قلت – خالد – وهذا إسناد معضل, وعبيد الله بن أبي جعفر لم يُعرف له رواية عن أحد من الصحابة فالحديث ضعيف لكن معناه صحيح.
    .[19] متفق عليه أخرجه البخاري (527) ومسلم (85).
    [20] أخرجه البخاري (1893).
    [21] . متفق عليه أخرجه البخاري (6018) ومسلم (47) عن أبي هريرة رضي الله عنه.
    [22] . أخرجه البخاري (6047).
    [23] . أخرجه ابن ماجه (1643) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما.
    [24]. أخرجه البخاري (1954).
    .[25] أخرجه مسلم (6955) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
    [26] . متفق عليه أخرجه البخاري (611) ومسلم (383).
    .[27] أخرجه الطبراني في الكبير (11379) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما والحديث روي بألفاظ مقاربة عن جمع من الصحابة رضي الله عنهم.
    .[28] أخرجه الترمذي (694) والحاكم على شرط الشيخان (1574) وصحه من حديث أنس رضي الله عنه وعند أحمد (16242) من حديث سلمان بن عامر رضي الله عنه.
    [29] . انظر كتاب (من أخطاء المدخنين ) لمحمد الغفيلي.
    . [30] متفق عليه أخرجه البخاري (957) ومسلم (1098).
    .[31] أخرجه ابن عدي في الكامل (6/322) والديلمي في الفردوس (2084).
    [32]. أخرجه الحاكم (7945) والفظ له وقال صحيح الإسناد ولم يخرجاه وافقه الذهبي, ولبيهقي في شعب الإيمان (5261) والنسائي (6768) وغيرهم من حديث المقدام بن معد يكرب الكندي رضي الله عنه.
    [33] . أخرجه الترمذي (696) وابن أبي شيبة في المصنف (120) والبيهقي في السن (1082) وفي شعب الإيمان (3617) وغيرهم.

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة مايو 10, 2024 8:46 am